Diaa Alwa Blog

Wednesday, September 03, 2014

اجوا العشرة....

اجوا العشرة....

كان الدكتور عبد الكريم العائدي تغمده الله برحمته ، من وجهاء مدينة دمشق وهو من الرعيل الوطني الأول، تسلم مديرية الشرطة والأمن العام في الأربعينيات. عمل محافظاً لمحافظة دير الزور ومديراً للكلية العلمية الوطنية وعضو مؤسس في عصبة العمل القومي. يتميز بطول فارع بحيث صنف بأنه أطول رجالات سورية رجالات سوريا، يليه طولاً الزعيم الدكتور عبد الرحمن الشهبندر.

كان طوله المفرط علامة فارقة بين رفاقه، بالاضافة الى شاربيه الكثيفين، سحنته السمراء، وطربوشة الأحمر. ولأجل الصدفة معظم اصدقائه كانوا قصيري القامة منهم مدير الأمن العام أحمد اللحام، الذي كان يمشي بصحبته على ضفاف نهر بردى يومياً قبل دخولهم الى سراي الحكومة. كان أحمد اللحام يرفع راسه الى الأعلى والعائدي يخفض رأسه الى الأسفل كي يستطيع كل منهما سماع ما يقوله الأخر. ومن رفاقه ايضاً أمير البزق محمد عبد الكريم الذي لا يتجاوز طولة متراً واحداً. في مرة طلب أمير البزق من الدكتور العائدي خلال مرورهما أمام بائع فاكهة، رأيه بالبرتقال، فأجاب الأخير: "أي برتقال؟ أنا اراه مشمشاُ!"

يتكرر المشهد الكرتوني مع الصديق عباس الحامض رحمه الله، مدير تحرير جريدة القبس، وهو قصير القامة ايضاً. كان أصدقائهم المقربين يمزحون بالقول: "أجوا العشرة وراحوا العشرة." وكان الحامض يفلسف الأمور بالقول: "الواحد يبقى واحد ولا يرتقي الى درجة او مرتبة العشرة الا ان يقف الى جانبه الصفر!"

--


Labels: , , , , , , , ,

0 Comments:

Post a Comment

<< Home